للتواصل:

الرجاء ارسال رسالة بريدية الى البريد الالكتروني: drmshor@yahoo.com

******** ********='**********'> ***********
******** ********='**********'> ***********

الثلاثاء، 10 أبريل 2012

ادمان الانترنت.. مرض العصر 1

شهد العالم في السنوات الأخيرة نمواً هائلاً في استخدام الانترنت، ويُتوقع أن يستمر هذا النمو وأن يكون جزءاً لا يتجزأ من حياة الفرد اليومية، فالانترنت يوفر فوائد تعليمية وخدمية وترفيهية هائلة.

وأصبح الوصول إلى الإنترنت أكثر يسرا في المنازل والمدارس والكليات والمكتبات ومقاهي الانترنت، وساعد على ذلك كثرة الأجهزة الكمبيوتر المنزلية، والهواتف الذكية والاتصالات عالية السرعة والانخفاض التدريجي في أسعارها على مدى العقد الماضي.


وقد أظهرت الدراسات الأولية الذي قام بها المركز الأمريكي لاحصائيات التعليم عام 2003 أن 78 ٪ من المراهقين في الفئة العمرية من 15-17 سنة هم من مستخدمي الإنترنت.

وتشمل الأنشطة المعتادة على الانترنت استكمال الواجبات المدرسية، ولعب الألعاب، وقراءة وكتابة رسائل البريد الإلكتروني وأنشطة المحادثة، ومشاهدة الفيديو، بالإضافة إلى الاستفادة من الفوائد التعليمية الهائلة للانترنت بما في ذلك الوصول إلى المعلومات عبر مجموعة متنوعة واسعة من المواضيع، وإقامة الروابط التعليمية، وتعزيز التواصل مع المعلمين وزملاء الدراسة.

إلا أن الإفراط في استخدام الانترنت يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية، مثل ضعف الأداء المدرسي والعزلة الاجتماعية، ويمكن أن يعرقل تحقيق المراهق لمتطلبات النمو الاجتماعي والنفسي.

وعلى هذا النحو، فقد أصبح ادمان الانترنت محلاً لتزايد القلق والاهتمام والبحوث والمناقشة.

وقد أظهرت الدراسات أن زيادة التفاعل الافتراضي على الانترنت يقلل من كمية التفاعل الحقيقي (وجها لوجه) مع الآخرين، وهذا بدوره قد يؤدي إلى الاكتئاب والعزلة الاجتماعية.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الزيادة في مقدار الوقت الذي يُقضى أمام الكمبيوتر يجعل المراهقين يقضون وقت أقل في أنشطة مهمة أخرى مثل الواجبات المدرسية.

والأطباء النفسانيون يصنفون ادمان الانترنت من ضمن اضطرابات السيطرة على الانفعالات، وهناك من يصنفه من ضمن اضطرابات الوسواس القهري.

ويعود الحديث عن هذه الظاهرة إلى السبعينات الميلادية ، عندما بدأ العلماء والأكاديميون التعبير عن قلقهم من الإفراط في استخدام أجهزة الكمبيوتر، التي أصبحت تستعمل في ذلك الوقت في الجامعات ومجتمعات الأعمال، مثل (ويزينباوم)  (Weizenbaum) عام 1976 في كتابه "قوة الكمبيوتر والعقل البشري".

وكانت الدراسة الأولى التي حاولت رسم صورة لمدمني الكمبيوتر هي تلك التي قامت بها (شوتون) (Shotton) عام (1991). التي وصفت مدمني الكمبيوتر بأنهم ذكور متعلمين، ومهتمين في مجال التكنولوجيا، ولكنهم انطوائيين.

وتاريخياً يعتبر إيفان جولدبيرغ (Ivan Goldberg) (وهو طبيب نفساني) أول من اقترح وجود ادمان الانترنت كاضطراب منفصل في عام 1995.

ولا يوجد تعريف مقبول ومتفق عليه لادمان الانترنت، ولكن أغلب الباحثين يدورون حول  أنه استخدام الكمبيوتر الذي يتداخل مع واحد أو أكثر من المجالات الرئيسية للحياة، مثل العلاقات الاجتماعية، والأداء الأكاديمي أو الوظيفي، والصحة النفسية، أو ذلك الذي يسبب مشاكل مالية أو قانونية.

فيما اعتبر (قريفيث) (Griffiths) ادمان الانترنت جزءا من الإدمان التكنولوجي، والذي يُعرف على انه الإدمان السلوكي (غير الكيميائي) الذي ينطوي على تفاعل الإنسان والآلة. ويمكن أن يكون إما سلبي (مثل التلفزيون)، أو متبادل (مثل ألعاب الكمبيوتر)، وعادة ما يحتوي على ميزات محفزة وتعزيزية للادمان.

وذكر أيضاً أن أي سلوك يفي بالستة المكونات الأساسية للإدمان، وهي البروز، وتغير المزاج، والتحمل، والأعراض الانسحابية ، والصراع، والانتكاس، يعتبر ادمان. وهي كالتالي:

1.   السيطرة أو البروز (Salience):

ويقصد به أن يكون استخدام الانترنت أهم الأنشطة وأكثرها أهمية لدي الفرد، وتسيطر علي تفكيره ومشاعره.

2.   تغير المزاج (Mood Modification):

وهو تقلبات المزاج التي يشعر بها الفرد نتيجة لاستخدام الانترنت.

3.   التحمل (Tolerance) :

وهو ميل المدمن إلى زيادة مقدار استخدام الانترنت للحصول علي نفس الأثر الذي حصل عليه من قبل بمقدار أقل من استخدام الانترنت .

4.   الأعراض الانسحابية (Withdrawal Symptoms):

وهي مجموعة من الأعراض التي يشعر بها المدمن عند عدم حصوله على الانترنت، مثل مشاعر عدم الارتياح، والكآبة، أو ارتعاش اليدين وحدة الطبع وغيرها.

5.   الصراع (Conflict):

وهو الصراع الذي يدور بداخل الفرد ذاته حول استخدامه للإنترنت، أو الصراع بين المدمن للانترنت والمحيطين به كوالديه مثلاً، أو الصراعات بين استخدام الانترنت وغيره من الانشطة الأخرى كالواجبات المدرسية مثلاً.

6.   الانتكاس (Relapse):

وهو الميل للعودة مرة أخرى لاستخدام الانترنت بشكل مَرَضي بعد فترة من التحسن.

وللحديث بقية،،،